مقدمة اللجنة العلمية

تكوين الشخصية من خلال الانماء العقلي والسلوكي من أهم ما يتطلع المصلحون والمربون الذين واظبوا وثابروا على تحديد سلوكيات الانسان بالاتجاه الايجابي ونزع أسباب التراجع والتردي في الشخصية السلوكية، وباتت مسؤولية التقويم لأفعال الإنسان من أهم طموحات التربويين الحكاء على مدى التاريخ الانساني وتأتي الرسالات السماوية في أولويات هذه الجهود حيث سعت الى تمتين الحالة التربوية بالاتجاهات المعهودة، أي باتجاه الطاعة العبادية لله تعالى، وباتجاه تعزيز العلاقة بين الآخرين والتأكيد على التعايش بين الجميع.

من هنا ينطلق أئمة أهل البيت عليهم السلام في جهودهم التربوية من أجل التكامل الذي يحرزه الانسان من خلال اتباع ارشاداتهم التي ما فتئت توصي بالتماسك والترابط من خلال علاقات قويمة تُبن بين الجميع، والملاحظ أن أئمة أهل البيت عليهم السلام أكدوا في منهجهم التربوي على تعزيز العلاقة بين الله وبين الانسان تلك العلاقة التي تبنتها مشاريعهم التربوية التي أكدت أن الانسان عندما ينطلق بعلاقة ممتازة تربطه بالله تعالى سيجد من نفسه شخصية قوية متماسكة غير منهارة أمام الأهواء والشهوات، أي حينما يتخطى الانسان بإرادته كل شهواته من أجل تعزيز الترابط بينه وبين الله تعالى سيشعر حينذاك بنشوة