1- عن الإمام أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
قال: قام إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) رجل بالبصرة فقال: أخبرنا عن الإخوان،
فقال: الإخوان صنفان إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم كالكف والجناح
والأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على ثقة فأبذل له مالك ويدك، وصاف من صافاه، وعاد
من عاداه، واكتم سره وأعنه وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل، أنهم أعز من الكبريت
الأحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنّك تصيب منهم لذتك، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن
ما وراء ذلك من ضميرهم، وأبذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان([736]).
ويقول السيد الحكيم (رحمه
الله): إنّ (إخوان المكاشرة): هم أولئك الناس الذين يلتقي بهم في الحركة
الاجتماعية العامة، فيصحبهم، ويقترن وجوده بوجودهم، ويصبحوا أخلاء له، من خلال حسن
المعاشرة، والتودد والمعاملة بالحسنى، التي يعبر عنها أهل البيت (عليهم السلام) بـ(المكاشرة)،
وهي التعامل بحسن الظاهر. أما (اخوان الثقة): هم أولئك الناس الذين لابد له ان
يختارهم بدقة، من خلال التجربة والمعرفة بصدقهم، وأمانتهم، وحسن أخلاقهم، فيصح له أن
يركن إليهم، ويثق بهم، إذ يكونون معه في السراء والضراء، ويعتمدهم في شؤونه الخاصة،
ويكونون موضع سره وأمانته([737]).