ولقد تحول الدعاء إلى مدرسة كاملة لثقافة
أهل البيت (عليهم السلام) تدرس فيه العقائد والأخلاق والمفهومات الإسلامية والاجتماعية
والعلاقات الإنسانية، والأدب العالي فضلاً عن التزكية والتربية العالية، والتعبير عن العلاقة بالله
تعالى. وقد أسس هذا الأسلوب أهل البيت (عليهم السلام) وعرف به الإمام علي (عليه السلام)
في ادعيته ومناجاته المشهورة، ومنها دعاؤه المعروف الذي يرويه كميل بن زياد النخعي،
ومن الادعية المشهورة المتميزة لاهل البيت هو دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) في
يوم عرفه.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض»([701]).
وقال الإمام علي أمير المؤمنين (عليه
السلام): (الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة)([702]).
وقال علي بن موسى الرضا (عليهما السلام):
(عليكم بسلاح الأنبياء) قيل ماسلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء([703]).
ونجد كذلك وبصورة واسعة الإمام زين العابدين
علي بن الحسين (عليهما السلام) وكان نتاجه في هذا المجال واسعاً ومتميزاً، وتأثيره
ودوره في المنهج التربوي كبيراً، وذلك لأنّ هذا الأسلوب كان أنجح الأساليب في معالجة
التدهور الثقافي