responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الغرابي، مها نادر عبد محسن    جلد : 1  صفحه : 223

للمجتمع الإسلامي من أن تنشأ فيه ناشئة ملوثة بهذه الأمراض المؤدية إلى تأخر المسلمين وضعف كيانهم الاجتماعي. كما ان القواعد الفقهية تقر الوسائل الحديثة التي أوصت بها منظمات الصحة العالمية من فحص دم الرجل والمراة قبل اقترانهما حذراً من أن يكون مصاباً ببعض الأمراض الجنسية، كالسيلان الذي يسبب في كثير الاحيان عمى الطفل حين ولادته، أو السفلس وغيرهما من الأمراض الزهرية الناشئة من الفوضى الجنسية، فإنّ كوارثها تنتقل بالوراثة إلى الابناء فتسبب إصابتهم بالأمراض البدنية والعقلية المختلفة كما تؤدي في الوقت نفسه إلى إصابة الطرف الآخر وشقائه ومعاناته لأهم المشكلات النفسية، وحرمانه من الحياة السعيدة([619]).

وإنّ القاعدة العامة من الوراثة تقتضي أن ينجب الآباء المؤمنون والأمهات العفيفات أولاداً طيبين، فهؤلاء يمكن أن يحرزوا السعادة في أرحام أمهاتهم فلا توجد في سلوكهم عوامل الإنحراف الموروثة، إلاّ أنّنا نستطيع الحكم على هؤلاء بأن ينموا وينشأوا ويعيشوا إلى الأبد كذلك إذا قد يصادفون بيئة فاسدة تعمل على انحرافهم وتغيير سلوكهم وسجاياهم الموروثة وقلبها عقباً على رأس([620]).

ثانياً. العوامل البيئية

تمثل البيئة العوامل الخارجية المادية والاجتماعية والثقافية والحضارية كلها التي تؤثر في الفرد منذ تمام عملية الاخصاب وتحديد العوامل الوراثية ولحين نهاية حياته إذ إنّها المسؤولة عن تشكيل شخصية الفرد النامي إلى أنماطه السلوكية في الحياة. فبعد أن تؤثر على الفرد وهو جنين في بطن أمه تتلقفه بعد ولادته فتشكل


[619] القرشي, محمد باقر: النظام التربوي في الإسلام, ص70

[620] فلسفي: محمد تقي: الطفل بين التربية والوراثة, ج1, ص72.

نام کتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الغرابي، مها نادر عبد محسن    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست