مد خل

عرجنا في الفصل الأول على أرض كربلاء المقدسة بوصفها مكاناً طارداً موحشاً يصور القتل، والأشلاء، والجثث، والسبي، وقسوة الأعداء على بيت آل محمد صلى الله عليه وآله.

إن اسم كربلاء اشتهر بدءًا بهذه السمات وعرف بهذه الألوان، ونتطرق في الفصل الثاني للمكان الجاذب وهو المكان المقدس الذي غدت فيه كربلاء روضة من رياض الجنة، بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف الخالدة، التي تحولت إلى محج لمحبي آل البيت عليهم السلام من المسلمين في العالم.

إن الحقيقة التاريخية الثابتة التي توصل إليها المؤرخون والباحثون الأثريون، هي: أن أرض كربلاء قاحلة وغير آهلة للسكن، ولكنها تحولت بعد مدة ليست بطويلة في أعقاب استشهاد الإمام الحسين بن علي وأصحابه البررة عليهم السلام في عام واحد وستين للهجرة، إلى منطقة مأهولة ومزدحمة بالزائرين والوافدين إليها، من كل حدب وصوب لغاية روحية وعاطفية سامية هي التبرك والتشفع بقبر الحسين الشريف عليه السلام.