فكربلاء هذه المدينة
التي شهدت صراعاً بين قوى الخير المتمثلة بالحسين عليه السلام وأصحابه، وبين قوى
الشر المتمثلة بيزيد وزمرته، فبقى اسمها مرتبطاً بالحسين من يوم استشهاده إلى يومنا هذا،
وسيبقى مرتبطاً به عليه السلام إلى ما شاء الله...، ومما لاشك فيه أن مرقد الإمام
الحسين عليه السلام قد أكسب هذه المدينة قدسية خاصة، وجمالية خاصة، ومشاهد متفردة،
وبهذا فقد عُنِىَ الشاعر علي الفتَّال بوصف مدينته كربلاء. ومن ذلك مشهد شروقِ
الشمسِ على قباب هذه المدينة قبة الحسين وأخيه العباس عليهما السلام، وغيرها من
القباب التي تتوشَّح ببريقٍ يسحرُ الناظرين ويزيدها جمالاً شعاع الشمسِ في الصباحِ
قال:
فتحولات
المكان الحسيني عند الشعراء لها أصداء واسعة المدى، إذ يصف الشاعر
كربلاء وهي أرض مخضبة بدماء سيد الشهداء وفوقها الجثث والأشلاء المقطعة مرة، وآخرى
يصفونها روضة يضوع منها عبق الإمامة والشهادة تحوي القباب الشامخة. وقد وقع الفصل
في مبحثين هي: الدخول إلى الكوفة،الطريق إلى الشام.