responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 64

فما هي المؤاخذاتُ التي تؤاخذُ بها مثل هذه الرواية؟

وقيل إنّها نسبت إلى سعيد وأنها لا تخلو من تكلف في استنباط حقيقة معناها وقالوا هو تحميل للفظ معنى على غيره ظاهره.

ونحن نقول إنّه إنما استنبط المعنى من الآية التي بعدها {...مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ...}، - وهو ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام - وليس في الأمر تحميل للفظ على غير معناه.

فالقرآن الذي تحدى العربَ أن يأتوا بسورة من مثله وهم ملوك البلاغة والبيان؛ واللهُ سبحانه وتعالى قد شرف محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة والتبليغ بالقرآن ونعته بالنور وقَرَنَ به القرآن في قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ}([183])، والذكرُ من معاني النور، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم رسولٌ قد خلت من قبله الرسل انفرد عنهم بنص القرآن أنه (ذكرٌ نورٌ مُنزَلٌ) من السماءِ يتلو القرآن.

فهو نور جاء بالنورِ ليُخْرِجَ الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور: {...يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...}([184]).

وهل مِثلُ نور محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم نورٌ يهدي إلى النور؟ وهو الذي ما مرّت سورة إلاّ وفيها حديث موجه من الله تعالى إليه صلى الله عليه وآله


[183] سورة يس، الآية: 69.

[184] سورة الطلاق، الآيتان: 10-11.

نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست