نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 242
وسلم وقال آخرون: هو رجل من بني أمية
كان عند النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه ابن أمّ مكتوم فلما رآه تعذّر منه
وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله قصته([537]).
وعليه فالخطاب غير دال على توّجهها
إلى النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم بل يدل الخطاب على توجهها لشخص آخر غير
النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان الخطاب له صلى الله عليه وآله وسلم لقال:
عبست وتولّيت، هذا على أنّها مناقضة لما أنماز به النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم
من صفات شهد له بها القرآن الكريم.
هذه من بعض الآيات التي تمسّك به الذاهبون
إلى القول بالعصمة الجزئيّة، بأنها ظاهرة في عتاب الله لنبيّه صلى الله عليه وآله
وسلم، ووجه العتاب فيها ناشئ من أنَّهُ لا يكمن إلاّ عن ذنب كبيراً كان أو صغيراً،
وفي هذا تخطئة له صلى الله عليه وآله وسلم وعتاب وتوبيخ، هكذا وجهوا الآية المباركة
يدفعها للدلالة على غير ما أريد بها.
وقضية هذه الآية الكريمة الواردة في
سورة التحريم متناولة عند أغلب المفسرين، إذ يذكرون أسباب نزولها، فيقولون: إنّها
تتمثل في موقف عائشة وحفصة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لإفشائهما
سرّه صلى الله عليه وآله وسلم، وتظاهرهما عليه، من أجل تحريم مارية القبطية على
نفسه صلى الله