نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 163
ولا يبتعد السيد عبد الله شبررحمه
الله عمن سبقه في امتناع إيذاء النَّبي لانتفاء جواز ذلك فانطلق بهذا لإثبات
العصمة لهم عليهم السلام قال: (إنّه لو جاز أنَّ يعصي لوجب إيذاؤه والتبرؤ منه من
باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن الله تعالى نص على تحريم إيذاء النَّبي صلى
الله عليه وآله وسلم، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً}([377]) (الأحزاب/57).
الدليل الثالث: الاحتياج للمعصوم
من الأدلة
العقلية التي تثبت بحق عصمة الأنبياء عليهم السلام هو احتياج الأمة ووجود المعصوم
فالعلة التي أحوجنا إلى وجود النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأرض هي نفي عصمة
الخلق لأنّهم لو كانوا معصومين لم يحتاجوا إلى الأنبياء عليهم السلام فلو كان
الأنبياء عليهم السلام غير معصومين لكانوا محتاجين إلى غيرهم لوجود علة الحاجة
فيهم، فيكون الكلام في غيرهم كالكلام فيهم فيؤدي إلى وجود أنبياء لا نهاية لهم
فيبطل، فثبت وجوب عصمتهم، وهذا المعنى ما يفهم من خلال التدبرّ في شرح العلاّمة
الحلي لكلام الطوسيرحمهما الله المستدل على وجوب العصمة بامتناع التسلسل([378]).
وإن كان كلامه في الإمام إلاّ أنّ
هذا يمكن تسريه إلى الأنبياء عليهم السلام لاشتراكهم في صفة (العصمة) وللوقوف على
شرح ذلك ما نجده عند العلامة