انفرد الإمامية من دون غيرهم من
المذاهب الإسلامية الأُخَر بالقول بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهم السلام واستدلوا،
على ذلك بجملة من الأدلة العقلية تتوقف الدراسة عندها.
الدليل الأول: دلالة المعجز
فإنّ من الأدلة العقلية ومن الضرورات
الشرعية أنَّ يكون النبيّ معصوماً لأنّه لو لم يكن كذلك لم يحصل لنا الوثوق بقوله،
إذ جاز أنَّ يصدر منه الكذب عمداً أو نسياناً، ولا يجوز على الله أنَّ يرسل إلى
خلقه أنبياء كاذبين، لأنّه قبيح ويستحيل على الله تعالى فعل ذلك، فوجب أنَّ يكون
النَّبي معصوماً، ذكره المحقق نصير الدين الطوسي رحمه الله في شرح التجريد للعلامة
الحليّرحمه الله فقال: وبيان ذلك أنّ المبعوث إليهم لو جوّزوا الكذب على
الأنبياء والمعصية جوزوا في أمرهم ونهيهم وأفعالهم التي أمروهم بإتباعهم فيها ذلك
وحينئذٍ لا ينقادون إلى إفشال أوامرهم وذلك نقض للغرض من البعثة([366]).
[365] ظ: العلامة جمال
الدين الحسن بن يوسف ابن المطهر الحلي (ت 672 هـ)، كشف المراد في شرح تجريد
الاعتقاد 376 مؤسسة الأعلمي بيروت – لبنان ط 1، 1399 هـ - 1979
م.
نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 158