يستطيع المتتبع لألفاظ الآية
المباركة وخصوصاً عند الوقوف على مفردة (اصطفى) أنَّ يستنتج من خلالها عصمة
الأنبياء ونفي عنهم كل لون من ألوان العتب واللوم –كما هو واضح عند أغلب مفسري
المذاهب الإسلامية بعد الانطلاق من المعنى اللغوي لذلك.
وجاء كل هذا موافقاً
لما ذهب إليه الشيخ الطوسيرحمه الله مُحَمَّد بن الحسن (ت460 هـ) من
فهم الآية المباركة ودلالتها على الاصطفاء لهم عليهم السلام)([319]).
وهذا ما وجدناه عند
الشيخ الطبرسيرحمه الله، إذ قال: (الاصطفاء والاجتباء والاختيار نظائر، وهو افتعال
من الصفوة وهذا من أحسن البيان الذي يمثل به المعلوم المرئي، وذلك أنّ الصافي هو
النقي من شوائب الأدناس)([320]).
ثم ينتقل إلى تحديد
المعنى المراد من الآية انطلاقاً من هذه الدلالة اللغوية فيقول (ويجب أنَّ يكون
الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرّين معصومين منزهين عن القبائح لأنّه تعالى لا يختار
ولا يصطفي إلاّ من كان كذلك ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة فعلى هذا
يختص الاصطفاء بمن كان معصوماً من آل إبراهيم وآل عمران سواء كان نبياً أو إماماً)([321]).