الإمام الحسين عليه السلام مطيعاً لأخيه الحسن في كل ما يأمر وينهى، هذا هو الظرف السياسي الذي عاشه الحسين عليه السلام بصورة مختصرة.

ثالثاً: زمن إمامته عليه السلام 49 هـ -61 هـ

لانستطيع أن نصف الموقف السياسي الذي عاشه الإمام الحسين (عليه السلام) زمن إمامته إلا بقول الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف (..والأمة مصرة على مقته مجتمعةٌ على قطيعةِ رحمه وإقصاء وُلده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم)([135]). وقد يسأل أحدٌ ما هو السبب في تردي الخلافة الإسلامية؟ والجواب على ذلك:

الأمر الأول: من المسائل المتفق عليها أن الشريعة الإسلامية شريعة متكاملة ليس فيها خلل أو نقص بشهادة القرآن الكريم {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً}([136]).

الأمر الثاني: أنَّ التغيير والانحراف لم يكن بيد قوى خارجية لأن تلك القوى الرومانية والفارسية أصبحت ليس لها أي وزن على الساحة الإسلامية ويكون الجواب: إنَّ الانحراف والانحطاط والتردي حدث بسبب قوى داخلية ومعادية للإسلام، دخلت في الإسلام خوفاً وتغلغلوا فيه بوساطة الأجهزة الحكومية التي سيطرت على مقاليد الدولة الإسلامية بعد رحيل الرسول صلى

[135] بحار الأنوار: 99/104 دعاء الندبة.

[136] المائدة/3.