والشح فقر، والسخاء غنى، والرفق لب)([1428])، إن هذا الكلام منظومة أخلاقية متكاملة الأطراف سامية المعاني جمعت فضائل الأخلاق في مجموعة من الكلمات القصار، ما لو أخذها إنسان ذو لبٍّ لاهتدى وهدى بها آخرين، ومن كلماته الأخرى التي هي درس أخلاقي بل منظومة أخلاقية يدعو بها إلى تحري الصدق واجتناب الأسباب المؤدية إلى الكذب إذ قال عليه السلام: (احذروا كثرة الحلف فإنه يحلف الرجل لخلال أربع: إما لمهانة يجدها في نفسه تحثه على الضراعة إلى تصديق الناس إياه، وإما لعيً في المنطق فيتخذ الإيمان حشواً وصلة لكلامه، وإما لتهمة عرفها من الناس له - وهو الكذب- فيرى أنّهم لايقبلون قوله إلا باليمين، وإما لإرساله لسانه من غير تثبيت) ([1429]).

والقارئ الكريم يجد في هذه الرواية الشريفة مجموعة من الأنظمة الأخلاقية والتي يحذر فيها الإمام الحسين عليه السلام عن بعض الآفات التي تضر بالإنسان فيتحول إلى وحش مخادع يرتكب المنكرات ويتزي الرذائل لتكون ثوباً له وذلك لكونه فاقد الكرامة هزيل الشخصية ضعيف الإيمان لايحمل إلا الصفات المنكرة، ينطق عن غير وعي، فلذا يجب علينا كمسلمين أن نتحرى الصدق في كل أعمالنا وسيرتنا لكونه على الأقل من صفات الإنسان العاقل، فضلاً عن كونه من مفاخر صفات الإسلام الخالدة، وبهذا القدر نكتفي من النماذج التفسيرية الأخلاقية مع وجود راويات كثيرة في هذا الباب لكنها تشابهت المضامين كذلك رعاية للاختصار.

[1428] تاريخ اليعقوبي: 2/246, قال أحدهم سمعت الحسين يقول, وينظر: موسوعة كلمات الإمام الحسين الشريفي: 898, بعض خطب الإمام الحسين عليه السلام مركز المصطفى: 1/5.

[1429] معدن الجواهر, أبو الفتح الكراكجي: 44.