الأول: إن المستمع للغيبة أحد المغتابين، كما أُثر في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (المستمع أحد المغتابين) ([1403])، وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (السامع للغيبة أحد المغتابين) ([1404])، ومن ثم يكون المستمع آثاماً وعاصياً لله عز وجل.

الثاني: الواجب الأخلاقي بل حتى العقائدي أن ينصر أخاه ويذب عنه، وهذا الأمر مأثور عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: (من ذب عن عرض أخيه بالغيب، كان حقاً على الله عز وجل أن يعتقه من النار) ([1405]). وقال صلى الله عليه وآله وسلم (ما من رجل ذكر عنده أخوه المسلم، وهو يستطيع نصره ولو بكلمة ولم ينصره الا أذله الله عز وجل في الدنيا والآخرة) ([1406]).

ونجد الإمام الحسين عليه السلام أيضاً يوصي وينصح المسلمين بحفظ اللسان لأنه قد يتحول إلى أداة للإساءة إلى الآخرين بينما الغاية العظمى منه هو الإرشاد والهداية والإصلاح وغيرها من الفوائد يقول عليه السلام عندما قيل له: ما الفضل؟ قال عليه السلام (ملك اللسان وبذل الإحسان قيل: فما النقص؟ قال عليه السلام: التكلف لما لايعينك) ([1407]).

وقال عليه السلام في وصية له لابن عباس رضي الله عنه: (يابن عباس

[1403] شرح أصول الكافي: 10/41.

[1404] المصدر نفسه والصفحة, وينظر: رسائل الشهيد الثاني: 291.

[1405] المجمع الكبير: 24/177 عن أسماء بنت يزيد الأنصارية الجامع الصغير: 2/600 ح8671.

[1406] كنز العمال: 3/481 جزء منه, وينظر: جامع السعادات, النراقي 2/79 الحديث وأحاديث أخرى بهذا المضمون.

[1407] مستدرك الوسائل: 9/24, ح10099، ميزان الحكمة: 3/26884, جامع أحاديث الشيعة: 13/500 باب حفظ اللسان.