روى الحراني: أنَّ
الإمام الحسين عليه السلام قال: (أوصيكم بتقوى الله وأحذركم أيامه وأرفع لكم
أعلامه فكأن المخوف قد أفد بمهول وروده ونكير حلوله وبشع مذاقه فاعتلق مهجكم([1350]) وحال بين العمل وبينكم فبادروا
بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه([1351]) فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها
ومن علوها إلى سفلها ومن أنسها إلى وحشتها ومن روجها وضوئها إلى ظلمتها ومن سعتها
إلى ضيقها، حيث لايزار حميم، ولايعاد سقيم، ولايجاب صريخ
أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم ونجانا وإياكم من
[1350] فاعتلق مهجكم: اعتلق وهي بمعنى: نشب, والمهجة:
الروح, فكأن المخوف الذي يخاف فيه الإنسان قد جاء بأمر مهول أي شديد الهول, وبشع
مذاقه: أي كريه الطعم والرائحة وهو عليه السلام يشير إلى الموت, ظ: أساس البلاغة
مادة علق, 1/320.