توطئة

القرآن الكريم كتاب هداية لجميع الخلق بلا استثناء، وهو دستور الخالق لإصلاح المخلوقين، وقانون السماء لهداية الأرض في الأمور الدينية والدنيوية، وهو برهان الرسالة المحمدية ودليلها، قال تعالى {لا يَأتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}([903])، فهو مصدر التشريع الإسلامي يستند إليه في عقائده وعباداته وحكمه وأحكامه وآدابه وأخلاقه وقصصه ومواعظه وعلومه ومعارفه، وليس لأحد حق في تشريع حكم بدون أمر من الله وبيان من رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ومن جعلهم أمناء على خلقه، وهذا كله لحفظ عقيدة الإنسان وحفظه من الانزلاق في مهاوي الرذيلة وتنظيم حياته مع الفرد والمجتمع معاً للارتقاء به إلى المراتب العليا السامية([904]).

إنَّ المجتمعات الإنسانية - مهما كانت ومتى وأينما كانت- لاتخلو من قواعد تبني عليها نظمها الاجتماعية بسبب الرغبة الموجودة في الذات

[903] فصلت/ 42.

[904] ظ. آيات الأحكام, اليزدي (قدس): 8-9, البرهان في علوم القرآن, السوداني: 2/337.