رضاعه

من المؤكد إنَّ الإمام الحسين عليه السلام قد ارتضع لبان المعرفة والحكمة من الصديقة المباركة فاطمة الزهراء عليه السلام، كذلك أثرت روايات عديدة تفيد أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم زقَّه بلسانه وبإبهامه يَمِص منها ماينبت فيه من أخلاق النبوة فضلاً عن صفة أبدانها، ومن الروايات التي تفيد هذا المعنى: روى ثقة المحدثين الشيخ الكليني (طاب ثراه) وبأسانيد متعددة عن الإمام الصادق عليه السلام والإمام الرضا عليه السلام أنَّه عليه السلام لم يرتضع من أنثى قط، قال الصادق عليه السلام: (إنّه كان يؤتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضع إبهامه في فيه فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودمه ولم يولد لستة أشهر إلا عيسى ابن مريم والحسين بن علي عليهما السلام)([21])، قال ابن شهر آشوب بل كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل لسانه في فيه فيغره كما يغر الطير فرخه فجعل الله له في ذلك رزقاً ففعل ذلك أربعين يوماً وليلة فنبت لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([22]) قالت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها (ما كنت أحسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغذوه إلا لبناً أو عسلاً)([23]).

[21] الكافي: 1/239, ح4, ح5, مدينة المعاجز, البحراني: 3/439 ح19,بحار الأنوار: 44/198 ح14.

[22] المناقب: 3/209 الرواية عن كتاب غرر أبي الفضل بن خيزانة, بحار الأنوار: 3/254 ح31.

[23] أمالي الصدوق: 199 ح212 الرواية عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) روضة الواعظين الفتال النيسابوري: 155, العوالم, الإمام الحسين (عليه السلام) البحراني: 13 ح3, بحار الأنوار: 43/243 ح17.