القائلين بإنتفاء البعثة البراهمة إذ قالوا: إن الرسول أما أن يأتي بما يوافق العقول أو يخالفها فإن جاء بما يوافق العقول ففي العقل كفاية، وإن جاء بما يخالف العقول وجب رد قوله، وهذه الشبهة باطلة، وذلك أن نقول: لم لايجوز أن يأتوا بما يوافق العقول، كذلك أن هنالك الكثير من الشرائع التي لايهتدي العقل إلى تفصيلها([695]).

قال الإمام علي عليه السلام: (فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ)([696]).

بل إنَّ معرفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما هو مأثور عن الإمام الحسين عليه السلام من (أفضل الفرائض وأوجبها على الإنسان بعد معرفة الرب والإقرار له بالعبودية... وبعده معرفة الرسول والشهادة له بالنبوة، وأدنى معرفة الرسول الإقرار له بنبوته، وأن ما أتى به من كتاب أو أمر أو نهي عن ذلك عن الله عز وجل)([697])، وهذا دليل على (العصمة) التي هي أول شرط وصفة من صفات الأنبياء عليهم السلام([698]).

وقد تنوعت روايات الإمام الحسين عليه السلام كحكم منكر النبوة

[695] الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد, الطوسي: 260, كشف المراد , العلامة الحلي: 376.

[696] نهج البلاغة, الخطبة (1): وواتر إليهم أنبياءه: أرسلهم وبين كل نبي وآخر فترة وقوله (يستأدوهم): ليطلبوا الأداء, ظ. شرح النهج للشيخ محمد عبده في الخطبة (1).

[697] كفاية الأثر: 256, بحار الأنوار: 36/406 ح16 رواية عن الإمام الحسين (عليه السلام) رواها الإمام الصادق (عليه السلام) بإسناد عن هشام بن الحكم ومعاوية بن وهب وعبد الملك ابن أعين, راجع تفصيلها في مبحث التوحيد.

[698] الاعتقادات للشيخ الصدوق: 36, أصول العقيدة, السيد الحكيم (دام ظله):199.