تمهيد

القرآن الكريم كتاب الله المنزل على الرسول الكريم والخاتم الأمين صلى الله عليه وآله وسلم باللفظ والمعنى الموجود بين دفتي المصاحف بالكتابة المنقولة عنه صلى الله عليه وآله وسلم بالتواتر، ولاتأتي أهمية القرآن من كونه كتاب الله فحسب بل، لأنَّه كتاب هداية وتشريع وتنظيم للمسلمين على مختلف الصعد المادية والمعنوية الفردية والاجتماعية وغيرها، ومادام القرآن يتسم بهذه الأهمية فلابد من تفسيره وبيان تأويله واستنباط أحكامه التي تفيدنا في تنظيم حياتنا الدينية والدنيوية، الفردية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي تتعلق بالكتاب المبارك، وانطلاقاً من هذا السعي المبارك دأب أئمة المسلمين وعلماؤهم على دراسة القرآن الكريم منذ الصدر الأول من الإسلام، ولاخلاف بين المسلمين إذ إنَّ لأهل البيت عليه السلام السبق والمكانة الأولى في الحفاظ على القرآن الكريم وتفسيره واستخراج غوامضه واستنباط مكنوناته وتعليمه للمسلمين بلا تَمييز بين أحدٍ منهم وكان هذا رأيهم جميعاً، ولاسيما أنَّ القرآن رِسالة الَسماء في الأَرض([288]).

[288] - ظ- القرآن والإسلام, السيد الطباطبائي (قدس): 7-10.