جلدته وإهانتهم».

وهناك من يشير إلى أن فئة من النصارى وقفت مع المختار في ثورته، فذكر أحد المؤرخين المحدثين أن من أسباب قوة المختار أنه «انضمت إليه عناصر مسيحية من سكان العراق، الذين عُرفوا بالعباد»([1225])، وهؤلاء ربما دخلوا الإسلام ولم يبقوا على نصرانيتهم لكن بقيت تسميتهم بالعباد حتى بعد إسلامهم.

وذكر بعض المؤرخين العباد فقالوا: إنهم قوم من قبائل شتى اجتمعوا على النصرانية، ويعزى سبب هجرتهم من قبائلهم نحو الحيرة؛ لأنهم اختلفوا مع قومهم أو بسبب وضعهم الاقتصادي فنزلوها وبنوا مساكنهم فيها([1226]) في حين ذكرهم ابن عبد ربه الأندلسي([1227]) فجعلهم من قبيلة لخم.

أما سبب تسميتهم بالعباد فذكر البعض أنهم أنفوا أن يتسموا بالعبيد فقالوا نحن العِبادُ، والنسب عِبادي كأنصاري([1228])، وقيل إنهم سموا بذلك بسبب أنّ وفداً منهم وفد على كسرى وكانت جميع أسماء ذلك الوفد تبدأ بعبد فسموا العباد أو أنّهم سموا لزهدهم وكونهم يعبدون الله، أو بسبب اتخاذهم شعار يا آل عباد عند الحرب فسموا بذلك، وقيل غير ذلك([1229])، ويرى جواد

[1225]- عبد المنعم ماجد، التاريخ السياسي للدولة العربية، ج2، ص117.

[1226]- الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج2، ص28؛ ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص2477؛ العلي، محاضرات في تاريخ العرب، ج1، ص74.

[1227]- العقد الفريد، ج3، ص 390.

[1228]- ابن منظور، لسان العرب، ج3، ص2477.

[1229]- غنيمة، يوسف رزق الله، الحيرة المدينة والمملكة العربية، مطبعة دنكور الحديثة، بغداد، 1936م، ص16، علي، المفصل، ج3، ص170؛ العلي، صالح أحمد، محاضرات في تاريخ العرب، جامعة بغداد، بغداد، 1960م، ج1، ص74.