وبعد مراسلات بينه وبين معاوية، وقيام الأخير بالتوجه نحو العراق، «استقبل
الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص لمعاوية إني لأرى
كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها..».([375])،
لكن المكر والخداع الذي استطاع من خلاله معاوية أن يخترق الجيش الذي أرسله الإمام
الحسن (عليه السلام) إلى قتاله، ويكسب إلى جانبه قائده عبيد الله بن العباس، وأن
يشيع بين الناس أن قيس بن سعد قد صالحه وصار معه، ثم أرسل وفداً للتفاوض مع الإمام
الحسن (عليه السلام) وفيه المغيرة بن شعبة فيخرج الوفد وهو يقول: «إنّ الله حقن
بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح؛ فاضطرب العسكر ولم يشكك
الناس في صدقهم»([376])،
أدت هذه الأخبار وغيرها إلى قيام بعض العسكر في الهجوم على سرداق الإمام الحسن (عليه
السلام) وأنتهبوه وكمن له أحدهم وأسمه الجراح بن سنان الأسدي فجرحه بمعول في فخذه،
فحُمل الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدائن وقد نزف نزفاً شديداً.([377])
[374] - الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص107؛ ابن
الأثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص350؛ الصلابي، علي محمد، الدولة الأموية عوامل الازدهار
وتداعيات الانهيار، المكتبة العصرية، بيروت، 2009م، مج1، ص144-145.