خطبتها الغراء، تصفعُ بها خصمها، وتدافع عن حقها، لماذا لم تخف؟ هل كان موقفها على خلاف التربية الإسلامية؟ هل كان يقبح بالمرأة أن تأتي إلى مسجد المدينة وتطالب بحقها أمام عدة آلاف من الناس وتتكلم على مال الدنيا؟ كلا، ليس فيه قبح أصلاً، بل كان دفاعاً عن الحق، تلك الزهراء التي لا تبالي بالدنيا وما فيها بما هي مادة وثروة شخصية وسبب للترف والنزهة الفردية، وتلك الزهراء المطمئنة التي ستفارق الدنيا بعد عدة أيام، والإنسان عندما يعلم أنه سيموت بعد أيام قلائل تتلاشى أطماعه بأعراض الدنيا كلياً بما هي مدافعة عن الحق ولا ينبغي لها أن تترك الحق مضيعاً وأن تحيي سنة إضاعة الحقوق، تأتي بشجاعة تامة تدافع عن حقها، وتذهب بشخصها إلى بيت الخليفة وتأخذ الأمر منه، وبعد ذلك تأخذه منه بالعنف، وبعدها تحضر مع أمير المؤمنين في مسجد المدينة بشكل آخر وتحدث تطورات عجيبة أجبرت في نهايتها على مخاصمتهم بشكل رسمي.

د- قيم المظهر الخارجي

المظهر الخارجي احد سمات الشخصية وهو يؤثر على صاحبه من جهة ويؤثر على الناس ايضا من جهة اخرى، فهو يكشف للناس عن هوية صاحبه وقيمه التي يؤمن بها وما عنده من نزعات ورغبات.. وللمظهر الخارجي تاثيره على النفس الانسانية نفسها فارتداء ملابس الرياضة يضاعف الحماس والهدفية للفوز ونفس الشيء يقال عن ملابس الجنود في الحرب بينما الملابس العارية تحاول مضاعفة التوجه الغرائزي واثارة الشهوات ولباس