نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح جلد : 1 صفحه : 752
الاخرين افراحهم واحزانهم.
فهذا ابنها الإمام الحسن عليه السلام يحدّثنا قائلاً: "رأيت أمي فاطمة
عليها السلام قامت في محرابها ليلة جُمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح،
وسمعتها تدعو للمؤمنين وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا
أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك، فقالت: يا بني الجار ثم الدار([890]).
وقد مرَّ علينا فيما سبق جملة من نشاطها الاجتماعي.
والذي اريد ان اقوله ان الفرد في الجاهلية كان يعيش هَّم نفسه وقبيلته ولم
يُبالِ بالآخرين سواء احتراما أو اهتماما!، فكانت مواقف آل البيت عليهم السلام في مساعدة
الناس والاهتمام بشؤونهم قد ساعدت على ترسيخ القيم النبيلة من قبيل قيم الايثار والتضحية
بالمصالح الخاصة من اجل المصالح العامة. كما في اجابتها لاسئلة السائلة المتكررة
مع تشجيعها على السؤال (ذكرناها في الدور الثقافي) وفي اعانة الناس ومساعدتهم ومواساتهم
في الفقر والانفاق عليهم واحترامها لخادمتها... وروى الطبري والراوندي بالاسناد عن
سلمان رضي الله عنه قال: كانت فاطمة عليها السلام جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير،
والحسين في ناحية الدار يبكي من الجوع. فقلت: يا بنت رسول الله، دبرت كفاك وهذه فضّة؟
فقالت: «أوصاني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أن تكون الخدمة