فاحتملهما على عاتقيه وأتى بهما النبي فقال: يا رسول الله اني مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله حتى رد يده إلى فمه ثم قال للرجل: اذهب وأنت طليق، وقال للحسن والحسين: قد شفعتكما فيه اي فتيان، فأنزل الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}([453]).

1 - العدل

الاسرة هي المحيط الاول لبسط العدالة الداخلية ولغرسها في وعي وذاكرة الطفل، ومن هنا كانت دعوة الاسلام الى التعامل بمساواة مع الاولاد وعدم اظهار التفاضل بينهم لاي سبب كان، وهذا ما نجده في اقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم واهل بيته عليهم السلام. ان العدالة بين الاولاد تعزز الشعورعندهم بأن لهم جميعا مكانة عند الآباء والامهات وبهذا لا يشعرون بفوقية احد من الاخوة على الآخر فيتعمق الاحساس بالمساواة، وحينما تغيب العدالة فإن الاولاد يشعرون بالغبن وبالظلم.. وأن الآباء غير العادلين يؤسسون لهذه التصورات عند الابناء منذ الطفولة وقد يمهد هذا التمييز بين الاولاد الى طغيان الطرف المفضل والذي يحاول الاستفادة من موقعه الخاص من والديه لتحصيل امتيازات معينة الامر الذي يُشعر باقي الاخوة والاخوات بالانكسار ويقوي عقدة الحقارة عندهم مما يشجعهم على البحث عن اطراف اخرى - خارج محيط الاسرة - يجدون عندها العدل

[453] مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج٣، الصفحة ١٦٨.