responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح    جلد : 1  صفحه : 140

دولة الله التوحيدية الكبرى.. فلقد مكنت الهجرة من تأسيس العاصمة الحرة للدولة الجديدة والتي زادت رقعة دولتها مع الايام بفضل تزايد عدد الداخلين في الاسلام واتساع الفتوحات حتى صارت دولة كبرى تمتد من المحيط الى الخليج. فهي اذن احدى نقاط التحول الكبرى في حياة الانسان المسلم التي تركت آثارها النفسية والاجتماعية والثقافية على مدى الزمان.

فقد كان لهجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة آثارها الايجابية في الحصول على البيئة الآمنة والتخلص من الضغوطات التي كانت تمارسها قريش وارساء القاعدة القوية في العاصمة الجديدة للدولة الاسلامية ورغم ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يدخل مكة-بعد هجرته- الاّ مرة واحدة الا ان الحنين الى البلد الاصلي ظل ملازما له طيلة حياته ويشير اليه قوله تعالى:

{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القرآن لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَآءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} القصص 85.

فالهجرة عملية تضحية وبذل وعملية انسلاخ شاق -ولو مؤقت- عن الوطن والعلاقات والرغبات فهي محطة خطيرة لكنها قد تكون مطلوبة وبخاصة في مراحل الخطورة والاضطهاد السياسي والازمات الاقتصادية وبعد الكوارث.. ولقد خرج المسلمون عن ديارهم تاركين مكة لسادتها وكبرائها المتغطرسين ويؤنسهم ويشد إزرهم في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر والمقتحمة للمجهول ايمانهم بالله وثقتهم الكبرى بأنه ناصر لنبيه لا محالة.

نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست