وحضاري وثقافي يفيد الانسانية ويكون عونا لها على دحر الظلمات وسبر معابر النور.

وتتكون حياة كل إنسان وسيرته من نوعين من الوقائع:

الأول: وقائع يتشكل بها (تاريخ حياته) بدءا بولادته وظروف نشأته وانتهاءً بوفاته وظروف موته، وطبيعة هذا النوع من الوقائع غير قابل للتكرار والإعادة.

والآخر: وقائع تتشكل بها (طريقته في الحياة) ونهجه ومذهبه العملي فيها وتتألف من عاداته اليومية وسلوكياته المختلفة إزاء الحوادث والأشياء المحيطة به، وطبيعة هذا النوع من الوقائع متكرر ومعاد ومن هنا سمّي (عادة) و(طريقة)([6]).

على هذا فسيرة السيدة الزهراء عليها السلام تتناول اقوالها وافعالها وسماتها وماقامت به من أعمال على مختلف الصُعد الاسرية والذاتية والاجتماعية والسياسية والثقافية والأساليب التي تعاملت بها مع الظروف الحرجة التي مرت بها وماقالته من حِكم وأقوال وخُطب وما اتخذته من مواقف الى غير ذلك، بمعنى آخر انها (حياتها تحت المجهر) بعد الكشف والتنقيب عن كل الدوائر المحيطة والمؤثرة في التعريف بحياتها بكل أبعادها الخاصة والعامة بما فيها مراحل حياتها في طفولتها وشبابها ومرضها ورحيلها.. وحياتها بما فيها من حلو ومر ومصاعب عاشتها ومواقف اتخذتها مع بيان

[6] (السيد سامي البدري / السيرة النبوية الباب الاول بحوث تمهيدية).