responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 93

أولاً: الاصطدام بالمسلمين عموماً، وبالمسلمين الشيعة على الخصوص

إنّ تصرفات القادة السياسيين - بشكل عام - أخذت تعكس صوراً عن سلوكيات غير إسلامية في حياتهم، كأنها تنبؤ عن عمليات منظمة لغزو الإدارة العثمانية، فقد أدت إلى اهتزاز الثقة بين الراعي والرعية، وضعفت العلاقة بين الطرفين، لذلك بدأت الشعوب المحكومة تتطلّع للنجاة والخلاص. «وهكذا أصبح الحكم العثماني في العراق، ذا طابع يبعده عن طابعه الإسلامي، الذي كان يتميز به من قبل، وفكرة وحدة المسلمين تحت حكم الخليفة كانت من أقوى العوامل التي ربطت بين الناس والخليفة العثماني، أما وقد تخلى الخليفة ورجاله عن بعض مظاهر الحكم الإسلامي، واتبعوا طريق الأوروبيين، فلا أقل من أن ينفض الناس من أنفسهم الولاء لهم.. فكان الناس يتطلعون إلى اليوم الذي يخلصهم من هذا النظام الجديد»([95]). وهذه الحالة تجسدت في الأذهان عبر الممارسات الجديدة، وكذلك من الترسبات المشوهة التي أنتجتها ممارسات بعض الولاة والقادة، والتي زادت من استياء صورة السلطة، وكمثال على ذلك، واقعة مذبحة المماليك في التاريخ القريب، فقد بقيت أصداؤها في أذهان البغداديين تنتقل من جيل إلى جيل. حيث أدّت - في وقتها - إلى الانفجار والثورة ضد حكومة علي رضا، في (1832م،1247هـ) ومما يذكر - كشاهد ملموسٍ في هذا المجال - أن موكب الوالي ورجاله من الإداريين والحرس، لما وفدوا البلاد كانت طريقتهم غير مرضية لدى عموم الناس لأنها افتقدت أبسط مقومات الرعاية للحالة الثقافية السائدة «فكان الباشا الجديد - علي باشا رضا - يرتدي الملابس الأوروبية، وكذا عدد من حاشيته، وكان هذا الزي في نظر أهل بغداد خروجاً على التقاليد الإسلامية وأَخْذاً بالتقاليد الأوروبية التي كان الناس يخشون منها على الإسلام كل الخشية، وكانوا يعتقدون أن ارتداء مثل هذه الملابس ليس سوى مقدمة للتحول عن


[95] نوار، عبد العزيز سليمان: المرجع السابق،ص451.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست