responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 873

المظلومة وسحقاً لحقوقهاالمهضومة.

وقد جاء في كتابكم «أن الحكومة الإنكليزية المعظمة قد اعتمدت دائماً على الأركان الثلاثة وهي الرحمة والعدل والتسامح الديني» فأما الرحمة فهي مقابلتكم للأمة العراقية عند مطالبتها باستقلالها بسوْق الجيوش الجرّارة عليها وقتل الرؤساء ونفي العلماء والمندوبين والزعماء ورمي النساء والأطفال بأنواع النيران وحرق بيوت وأموال ومزارع جميع من امتنع عن الإقرار بوصاية الإنكليز، وطالبكم بتأسيس الحكومة العربية العراقية، وهتك الأعراض ومصادرة الأموال ومحاصرة البلاد بقصد إماتة سكّانها جوعاً والتحصن في البلاد الغير المحكمة خلافاً للقوانين الموضوعة. وأما العدل بالقتل والإعدام لغير جرم وبدون محاكمة والنفي والتبعيد لمجرد التفوّه بطلب الاستقلال والزجّ في السجون لأقل شبهة وعدم قبول استماع دعوى ما على إنكليزي وغير ذلك مما لا ينطبق على عقل ولا قانون. وأما التسامح الديني فهو رمي الطيارات والسيارات المدرعة المساجد وقتل المتعبدين والنساء والأطفال وتشكيل الإدارة العرفية لمعاقبة من يتصدى إلى عقد مجلس لقراءة منقبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المساجد أو مأتم عزاء الإمام الحسين عليه السلام إلاّ بأخذ جواز (باص) وقطع مراسم أعياد المسلمين المعتادة وغير ذلك مما لو أردنا شرحهلطال.

والأعجب أنكم تطلبون إلتئام هذا الصدع الذي لا يجبر كسره وتقولون نحن لا نريد أن نجازي العراقيين، كلا إنما نجازي من أسماؤهم عندنا وعندكم معلومة بزعم أنهم مفسدون. فكأن تعريف الفساد عندكم هو المطالبة بالحق ونحن لا نعرف من أحوالهم إلاّ أنهم طالبوا بحق فمنعتموهم وأدرتم عليهم رحى الحرب الطاحنة فدافعو كم عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ولو تركتموهم وحقهم ما سالت منكم ولا منهم قطرة دم ولكنكم أنتم فتقتم هذا الفتق الذي لا يخيط بالخيوط ولا الإبر، فأنتم السبب وعليكم التبعة ورأيُنا في الأمر أن يمنح العراقيون

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 873
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست