ملحق رقم (15)

رسالة الإمام الشيرازي للشيخ أحمد الشيخ داود([1596])

حضرة الأمثل الأفضل الأوحد نجل الشيخ داود أحمد دامفضله.

سلام واحتراموبعد:

فقد تلقيت بالابتهاج برقيتكم فما وجدتها أعربتْ مقدراً ولا أبرزتْ مستتراً، هذا ما أعتقده من عامة المسلمين أن يكونوا على مبدأ القرآن ومنهج الحق وقوْل الصدق، فكيف بمن ربّي في حجر العلم ورضع درّ الإيمان أباً عن جَد، ولا أرى أنه يسرك أن تراني مقتنعاً بما عاهدت عليه الله، وقد أخذ من ذلك عليك عهدك من قبل أن يراك، بلى فسرّني أن أرى مثلك على رأس قادة المسلمين، إلى الحق داعياً، للضالين هادياً، بحيث يسترشد بك المسترشدون وينهض بأمرك المتقاعدون لتكن أهلاً لذلك. فإنك له أهل وليكن التوفيق رائدك في عمل الخير وكن لساناً ناطقاً بالصواب، داعياً إلى الشرع الشريف أهله، سالكاً بهم محجته البيضاء، فإنك مقتدى للمسلمين وهذا هو الأجدر بي وبك ومن جرى مجرانا من خدّام الدين وأنصار الشرع المبين. وأرجو إبلاغ جزيل السلام والدعاء والدعوة لإخواننا المؤمنين، نسأل الله لهم خير الدارين، وبلوغ الحُسنيين، فآنصروا الله وآثبتوا فإنكم (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) ([1597])، وثقوا أنكم ستجنون ثمرة الجهاد والعناء في سبيل الله وإن الله معكم إن آتقيتم. (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) ([1598]).

محمد تقي الحائري (الشيرازي)

[1596] الوهاب، عبد الرزاق: كربلاء في التاريخ، مرجع سابق،ص98.

[1597] سورة محمد، الآية7.

[1598] سورة العنكبوت، الآية69.