responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 799

بالتضحيات والمواقف والنشاطات، يبقى أمامنا السؤال المصيريالتالي:

أين النتائج التي كانت متوقعة لعموم التحرك السياسي والجهادي والتربوي في تلك المرحلة؟ وبمعنى آخر، أين مواطن الخلل التي حالت دون الوصول إلى تلك النتائج؟ والذي يمكن قوله -باختصار - في الإجابة عن هذه الإثارة، هو إن الخطة التغييرية كانت تشكو من ضعف قدرتها على توظيف طاقات الأمة في الساحة السياسية، على ضوء رؤية المراجع القادة، ولعل السبب يعود إلى ضعف حلقة الوصل ما بين القائد والأمة، هذه الحلقة التي من المفروض أن تكون على درجة عالية من الوعي والحكمة لتتمكن من توجيه حركة الأمة وضبطها في حالة المعارضة السياسية أو العمل الثوري، وأما السبل التي أُتبعت للوصول إلى الأهداف الكبيرة في إقامة حكم وطني إسلامي مستقل على أرض الرافدين، قد أدخلت القضية في دهاليز متعددة وأحياناً كانت مجهدة إلى درجة كبيرة، وخاصة بالنسبة للقيادات الدينية العليا حيث إنها غابت عن الساحة في لحظات حرجة، كما حدث لقائد ثورة العشرين. ومن ثم التراجعات من قبل العلماء القادة عن التدخل في الشؤون السياسية للعراق، وأخيراً الدخول في المعارك الثقافية، والوقوف عند حدّها - تقريباً - في تلك الحقبة الزمنية، كمدافعين أو مهاجمين، كل ذلك أدى إلى وصول القضية إلى هذه النتائج، غير المتناسبة مع التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب العراقي المسلم في مسيرته التحررّية. ولكن بالإضافة إلى ما تقدم، تبقى تلك الحقبة الزمنية حيّة في وجدان الأمة، نابضة بالمعنويات والذكريات البطولية، وغنية بالمواقف والعبر، التي لو وظّفت بشكلٍ صحيحٍ في المسيرة السياسية الحالية، لكانت تؤتي ثمارها لصالح الأمة، أي في بناء الوطن كما يطمح الواعونوالمخلصون.

وبالعودة إلى تلك المرحلة، وعلى المستوى السياسي والإداري، فقد تمّ ربط العراق ببريطانيا ربطاً محكماً عبر الحكومة العراقية، تحت غطاء الاستقلال الرسمي المعلن

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 799
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست