الإسلاميون ومحاولات الخروج من المأزق السياسي

بالرغم من طغيان الموجة القومية والعلمانية في المعارك الجديدة، إلا أن الإسلاميين سجلوا محاولات للخروج من المأزق السياسي الخانق للحالة الإسلامية، لاسيما من قِبل العلماء الواعين، وذلك ليعيدوا المعادلة الحقيقية إلى الساحة الطبيعية، أي إلى المعركة المبدئية بين الكفر والإسلام، وبين الاحتلال وطلب الاستقلال، وذلك عبر تعميم نداء الاستغاثة بالمسلمين للخروج من المعارك الجانبية المحدودة إلى المعركة المصيرية، فدعوا الأمة الإسلامية إلى خوض الجهاد المقدس ضد الكفار المعتدين على بلادنا، وطالبوا الأمة بتوحيد طاقاتها من أقصاها إلى أقصاها ضد الصهيونية والاستعمار. ففي تلك المرحلة برزت شخصيات علمائية تحمل همّ الأمة الإسلامية الموحدة، أمثال: الشيخ حبيب الله العاملي، والشيخ محمد جواد البلاغي، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والشيخ محمد رضا المظفر، فمثلاً نطالع المواقف المبدئية النبيلة للعالم الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء في قضية اغتصاب الصهاينة لفلسطين، ومـمّا يذكر في ترجمة حياة ومواقف هذا العالِم المصلح: إن «تسليم الأرض المقدسة إلى الصهاينة كان أهم حادث أهاج عنده كامن الأحزان وأثار لاعج الأشجان، فبعد حضوره للمؤتمر الإسلامي المنعقد في بيت المقدس 27 رجب 1350هـ، 7 كانون الأول 1931م، ظل يخطب وبنشر المقالات والفتاوى منذراً بالخطر الداهم، مثيراً المشاعر والهمم لتلافي الخطر. وقد آلمه الخمود والهمود والخنوع والخضوع الذي عمّ العالم