responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 771

دائرة نشاطها ونفوذها»([1510])، ويبدو أن نوري السعيد أدرك بوضوح أثر الإسلاميين والصحافة المحلية في حركة المعارضة السياسية، لذلك واصل أسلوبه القمعي ضد العلماء والصحافة الهادفة أو القريبة من الاتجاه الإسلامي. فعطل عدداً من الصحف البغدادية، مثل (الثبات) و(الأخبار)، كما امتد قرار التعطيل إلى خارج العاصمة مثل (البلاغ) و(الحق) الصادرتين في الموصل. وقد استحدث دائرة (ملاحظية المطبوعات) لغرض توحيد مصادر الأخبار للصحفيين، كما ووضع قانوناً جديداً للمطبوعات، يمنح الحق لمجلس الوزراء أو وزير الداخلية، في تعطيل أية جريدة أو مجلة في مدة تتراوح ما بين الشهر والسنة، ومن دون إجراء تحقيق في ذلك، بل تحدده ضرورة النظام([1511]).

وهكذا، تمّ ترويض هذا الاتجاه الإسلامي المسيّس بشكلٍ عام في إطار المعارضة المطلبية المحدودة، أي البعيدة عن أطروحة التغيير الجذري، لإنقاذ البلاد والعباد من مخالب الاستعمار البريطاني، والوصول إلى الاستقلال التام للعراق. ولعل الظروف الذاتية والموضوعية لا تسمح لأصحاب هذا الاتجاه بتبنّي خيار الجهاد ومقاومة الاستعمار، وهم كذلك غير مقتنعين بخيار العمل الثقافي والتربوي، ففكروا بالوقوف في وسط الطريق كخيار وسطي، ولكن في الحقيقة لم يفلحوا كثيراً في خيارهم، وذلك لضعفهم من جانب، ولصعوبة الظروف المحيطة بهم. ولقد كان هذا الخيار - بحد ذاته - يعدّ تراجعاً واضحاً عن أسس المعارضة الإسلامية. وعليه أخذت تنحى منحى المعارضة السياسية العامة. فبدأت تطالب بإلغاء الضرائب، وحل أزمة البطالة، وإطلاق سراح المعتقلين، كما طالبت بحرية الاجتماعات، واستخدمت أسلوب الإضرابات كأداة ضاغطة لتنفيذ مطاليبها، وتطورت أحياناً


[1510] النصيري، عبد الرزاق أحمد: المرجع السابق، ص229-230.

[1511] المرجع ذاته، ص230-231.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 771
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست