responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 725

الخطير بالنسبة لوجودهم، فحاربوا هذه الحكومة بقوة العسكر، من دون خجل أو إستحياء، ظناً منهم -وهو ظن في محله - إن هذه الحكومة ستكون النواة الطبيعية للتعاون مع التشكيلات المحلية في المناطق الأخرى، وبالتالي ستشكل منها حكومة عراقية مستقلة. ومن هنا قضوا على الشيخ القائد ليقطعوا الطريق أمام نجاح التجربة الإدارية في كربلاء، ومن ثمّ فكّروا في البديل، فآندفعوا لتشكيل حكومة عراقية المظهر بريطانية الجوهر، قراراتها في قبضة المحتلينالبريطانيين.

ومع ذلك بقيت آثار الثورة السياسية والمعنوية تتفاعل في الساحة العراقية عموماً، وفي داخل صفوف المعارضة الإسلامية بشكلٍ أدق، لأنها عاشت تجربة جهادية حيّة. وبالمقابل حصلت في خطط الاستعمار البريطاني، تغييرات وتنازلات ما تجاوزت حدود الظواهر والأسماء الخارجية. بينما ظهرت أزمات اجتماعية واقتصادية في الساحة العامة، أثقلت كاهل المعارضة فآنشغلت نحو ترميم النواقص، بدلاً عن صبّ الجهود في طريق البناء، فقد آتضح بعد ثورة العشرين أن جراح الشعب بليغة، وهي لـمّا تندمل بعدُ، وعوائل الشهداء، وعموم المتضررين مادياً ومعنوياً يتطلعون إلى ترميم نواقص حياتهم المادية والاجتماعية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، واصلت سلطة الاحتلال برفقة عملائها من العراقيين، سعيها الحثيث لفتح خطوط اجتماعية مؤيدة لها، عبر تقديم بعض الخدمات والوعود العسلية المحدودة، في تلك الظروف الخاصة. كل ذلك لتحجيم حركة الإسلاميين وبالذات العلماء المتصدين للعمل السياسي. وبالرغم من حصول بعض التطورات على ضوء تلك الحقيقة، التي لابد أن تؤخذ بنظر الاعتبار، إلا أن المستجدات السياسية فرضت على المعارضة الإسلامية الدخول في مرحلة الصراع السياسي، بدلاً عن مواصلة العمل الجهادي الثوري. وبالفعل استجاب الإسلاميون لمتطلبات المرحلة، فدخلوا المعترك السياسي بعد ثورة العشرين. وإن شئت فقل، لقد وقعوا في الفخ الذي نصب لهم - سلفاً - فتراجعوا عن أسلوب الجهاد

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 725
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست