responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 688

الثانية 1341هـ وجه السعدون قوة من الجيش العراقي من بغداد إلى سامراء لاتخاذ الإجراءات التأديبية ضد قبيلة العبيد، ونجح في إلزامها بالتخلي عن السلاح ودفع الغرامة المالية التي فرضت عليها، وقد حدث أيضاً أن ثارت عشيرة بني أسد في الجبايش ضد الحكومة، وقتلت أفراداً من الشرطة متحدية بذلك الحكومة علناً، فسعى السعدون إلى تقديم ضمانات وتعهدات للجهات البريطانية لاستخدام الطيران ضد بني أسد، وبالفعل أمطرت الطائرات البريطانية بالقنابل مواقع بني أسد، فكانت الضربة أكبر مما يتوقعون، فتوالت البرقيات إلى الوجه اللين في النظام، وهو الملك فيصل، وذلك لغرض إيقاف القصف الحكومي([1336]).

وعلى أثر هذه الأجواء الإرهابية لم تتحرك الساحة إثر اعتقال العلماء وتسفيرهم، بالشكل المطلوب. ورب سائل يسأل لماذا وصلت ساحة المعارضة إلى هذه النتيجة؟ في الواقع، تكثر المسوغات لهذه المواقف الصعبة، إلا أن الظروف الذاتية للساحة العراقية، والعوامل الموضوعية المحيطة بالقضية، فرضت حالة من التلكؤ الحركي في الأوساط العامة، فالحكومة عبر ممارستها وإعلامها حصرت أزمتها السياسية في جانب الإسلاميين وبالذات العلماء المتصدين، مما أولد حالة من المراجعة وإعادة النظر من قبل بعض السياسيين المعارضين وعموم الناس، في سبب صلابة فتاوى العلماء، خصوصاً لو عرفنا أن الساحة الاجتماعية بنسبة معينة بدأت تميل إلى السلوك الودي للملك، وإلى الإجراءات الاسترضائية من قبل الحكومة - كما نوهنا سابقاً - بالإضافة إلى أن العمل الإرهابي من قبل الحكومة أوقف قسطاً كبيراً من فاعلية نشاطات المعارضة. خصوصاً لو عرفنا أن المواجهة ما ابتدأت بصفة شمولية من قبل الحكومة وسلطات الاحتلال وإنما تجزّأت في ظاهرها واتحدت في حقيقتها وأهدافها، لذلك قوبلت بردة فعل على غرار أدائها لا تحمل صفة الشمولية. وعليه فإن «التغيير الحاصل


[1336] فرج، لطفي جعفر: المرجع السابق،ص111.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 688
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست