الإسلاميون في المعترك السياسي

آ. معارضة فكرةالانتداب

لقد شكّل وصول (السير برسي كوكس) إلى بغداد، في يوم الاثنين 11 تشرين الأول 1920م، الموافق 28 محرم 1339هـ، بداية عهد جديد للوضع السياسي في العراق، لأنه كان يحمل مشروعاً بريطانياً جديداً يحدد فيه نوع الحكم في العراق، وعلاقته بالحكومة البريطانية. وذلك بعد فشل (السير آرنولد ولسون) وكيل الحاكم العام، في سياسته الإدارية([1020]). وإن هذا المشروع الجديد يحقّق بعض الطموحات العامة للشعب عبر الحكم الوطني([1021]) حسب الظاهر. فقد «غيّرت بريطانيا سياستها في العراق،

[1020] جرت حفلة توديع ببغداد (للسير آرنولد ولسون) في 19 أيلول 1920م، الموافق 6 محرم 1339هـ، ألقى فيها جميل صدقي الزهاوي كلمة: «أطرى فيها على خدمات ويلسون للعراق، وذمّ الثورة والثوار،كما ألقى السيد طالب [النقيب] كلمة بمثل هذا المعنى». الوردي، علي: المرجع السابق، ج6، ص10 وفي مساء اليوم الثاني من تشرين الأول 1920 وفي حفلة وداع (ويلسون) خطب مزاحم الباججي شاكراً (ويلسون) على خدماته، ومن جملة ما قاله في هجومه على الثورة: «..ولا تعتبروا الثورة الحالية التي تقوم بها بعض القبائل البدوية ثورة وطنية حقة تنشد الاستقلال[!] إذ لا يمكن أن تعتبر مثل هذه الحركة ممثلة لشعور المجتمع كله. إن الأسر المتنفذة في بغداد لا تعطف على حركة ضربت بلادها [!]..». الوردي، علي: المرجع ذاته، ص12 وقد اقتبس المؤلف هذا النصمن:

Wilson )Loyalties) London 1932- Vol.2.P.318- 320

[1021] العمري، خيري أمين: حكايات سياسية من تاريخ العراق الحديث، مرجع سابق،ص38.