responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 476

وهكذا كانت الأنظار متجهة صوب كربلاء وقائدها بالتحديد وهو محاط برموز العلماء ورؤساء والعشائر وكبار السياسيين ووجهاء المدن، وهم ينتظرون صدور القرار الشرعي على ضوء تطورات الأحداث الميدانية والقدرات الشعبية المتاحة. وأما الاستفهام المهم الذي يدور في الأذهان فهو يتلخص في سؤال مصيري وهو: ماذا بعد صدور فتوى الجهاد والثورة؟ وماذا بعد اندلاع لهيب الثورة في عموم العراق كما حدثفعلاً؟

هل هنالك خطة متكاملة للمشروع التغييري في الأمة يتجاوز مرحلة الثورة إلى إقامة الدولة الإسلامية - الطموح المنشود - تتويجاً لجهاد العلماء ودما الشهداء وتضحياتالأمة؟

وبتعبيراً آخر، هل يمكن مناقشة موضوع تكاملية المشروع التغييري في العراق -آنذاك - من الثورة إلىالدولة؟

يبدو لي، إنه كان في ذهنية قيادة الثورة لاسيما الشيخ القائد مخطط متكامل يشمل مرحلة ما بعد الثورة أي إقامة الدولة الإسلامية التي تحقق طموح الشعب الثائر، والدليل على ذلك ظهور بوادر المخطط التكاملي في مدينة كربلاء مقرّ الإمام القائد وعاصمة الثورة، حيث تمّ تشكيل الحكومة الوطنية، من قبل رجال الثورة وبإشراف علماء الدين، يقول الدكتور علي بابا خان: «إن كربلاء أصبحت عاصمة ثورة العشرين وعقلها المفكر، وهي الثورة التي رفعت راية الجهاد واستقلال العراق وأثرت في السياسة البريطانية من احتلال العراق إلى الانتداب وتكوين الحكومة الوطنية ثم رفع راية الاستقـلال السيـاسـي.. [ويضيف].. في كربلاء انطلقت أول، مرة، وقبل دعوة الإمام الخميني رحمه الله بخمسين عاماً، فكرة الحكومة الإسلامية وفيها قامت أيضاً إدارة ذاتية وحكومة محلية»([903]). وقد انعكس هذا الأمر في المناطق المحرّرة الأخرى حيث أن رجال


[903] بابا خان، د. علي: لمحات من تاريخ كربلاء المعاصر 1914-1953، من كتاب دراسات حول كربلاء، المرجع السابق، ص535-536.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 476
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست