responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 321

نجاحاً كبيراً، بل إنه لولا (الجيش العثماني) لكان المجاهدون قادرون وحدهم على مقاومة الإنكليز»([562]).

وأمام هذه التقييمات المتنوعة، لو ألقينا نظرة -عبر المنظار الموضوعي - للأحداث، وللوضع التاريخي للعراق، لتوصلنا إلى حقيقة واضحة وهي، ان ركاماً تاريخياً متكلساً، قد تساقط عن جسم الأمة الإسلامية في العراق، بواسطة هذه التجربة الميدانية التي ترجمت الوعي الثقافي، والتراث الفكري في حالة جهادية ساخنة، نضجت خلالها الرؤى الثورية، واعادت الثقة إلى النفوس بفريضة الجهاد، ووضعت الجميع - من القيادة إلى القاعدة - في خطوة الانطلاقة الصحيحة بالمسار الصحيح. فجعلتهم يعيشون الثورة الحيّة دون تردّدٍ أو تلكؤ. فهبّ الناس لاداء هذا الفرض المقدس، وانطلقت قوافل المجاهدين إلى ساحات القتال لتسجل أروع صفحات التاريخ المشرق، وبالفعل زيّنتها بصور آلاف الشهداءوالمجاهدين.

فإذن، في مجال التربية النفسية عاشت الأمة ترويضاً فاعلاً، وميداناً تجريبياً حياً، نزفت فيه الدماء والدموع، والآهات والزفرات، ذاقت خلالها حلاوة الجهاد والصبر والانضباط والشهادة، إلى جانب علمائها الكبار، مما بلور لعموم الأمة، وعياً جهادياً عميقاً، يعتبر امتداداً حياً للتراث الجهادي الكبير الذي تحمله بعزةٍ وفخار. ففي نظرنا، كانت هذه التجربة الحية بمثابة دورة تدريبيّة لكفاح الأمة، تهيأت من خلالها للقيام بأدوارها المطلوبة، في فترات لاحقة، بصورة مستقلة أو أكثر استقلالية، هذه الحالة - بحد ذاتها - هي الحياة بالنسبة للإسلاميين، في ظروف الاعتداء الأجنبي والاحتلال الكافر، وهذه النتيجة من أبرز نتائج حركة الجهاد الإسلامي. «وإن مجرد نجاح الدعوة في العراق، حمل فضلاً عن النجاحات المهمة التي تحققت على الصعيد العسكري، دلالات


[562] محمد كاظم، عباس: مرجع سابق،ص70.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست