responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 221

العراقي إلى الحياة الحديثة دون مبالاة بالدين والتقاليد، بينما كان الشهرستاني يريد عودة المجتمع إلى حضيرة الدين بعد تنقيته من الأدران التي لحقت به في العهود المتأخرة»([354]). وشتان بين التوجهيْن، توجّه الزهاوي الذي يصب نحو تفكيك أواصر المجتمع بإشاعة الفساد والميوعة وبالتالي تحقيق الأهداف الاستعمارية، وتوجه الشهرستاني الداعي إلى الأصالة الإسلامية من ناحية، وإلى التماسك والوحدة لمقاومة المستعمرين من ناحية أخرى. لذلك لا نستبعد من طريقته لمعالجة الموضوع، على النتيجة التي يترنم عليها. وذلك لوصول المجتمع إليها، حيث يقول: «نجحت دعوة الزهاوي أخيراً، بينما أخفقت دعوة الشهرستاني.. ما نلاحظه في أبناء الجيل الجديد، إذ هم تركوا الدين وراء ظهورهم»([355]).

وهنا، لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن هذا الرأي غير طبيعي يصدر من (أستاذ متمرس)([356])، فالدنيا لم تنته بتكالب أعداء الإسلام على الأمة الإسلامية في حين غفلة من المصلحين الواعين، والحال إن للإسلاميين الهادفين جولات وصولات ستشهد الهزيمة فيها لدعاة التفكك السلوكي، فالمعركة لم تنته فصولها بعد، ولنتنته.

نعم، إن المؤاخذات على الأطروحة الإصلاحية، تتمركز حول فكرة مفادها، أنها ترميمية في المبادرة الإصلاحية، وليست كلية شاملة، فكانت تبدو في بعض أفكارها ورؤاها السياسية، غير متكاملة، وربما متضاربة، والواقع أنها كانت أسيرة الظروف المحيطة بها فمن خلال قاعدة تقديم الأهم قبل المهم اختلطت الرؤية أمام الإصلاحيين ما بين المصلحة الإسلامية العامة وبين التوجهات المرحلية الخاصة. فكانت «الأفكار التي اتخذها رجال المدرسة الإصلاحية مستوحاة من الظروف التي يعيشونها، ومستلهمة من معاناة الأمة يومذاك، وإذا لاحظنا أن هناك نقصاً في هذه الأفكار فإن هذه الملاحظة ناتجة من الموقف


[354] المرجع ذاته،ص11.

[355] المرجع نفسه،ص11.

[356] هكذا مكتوب تحت اسمه، على غلاف كتابه الموسوعي (لمحات اجتماعية).

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست