أهم أفكار وخطوات المدرسةالإصلاحية – التجديدية -

لقد تبنت مدرسة الإصلاحيين الإسلاميين عدة ثوابت فكرية، شكّلت الهيكّلية النظرية للأطروحة، والبرنامج العلمي لمسيرتهم التجديدية، والتي كانت - بدورها - ستفتح لهم السبل الموصلة إلى الهدف الأسمى في الحياة الإسلامية، حيث سعوا جاهدين للوصول إليه، وهو بلوغ الوعي الإسلامي مبلغاً متقدماً في الأمة يؤهلها من تحقيق طموحات المسلمين في الإدارة الواعية المستقلة بروح عصرية. لذلك كانت أمام الإصلاحيين مهمتانرئيسيتان.

الأولى: تبيان القيم الإسلاميةالأصيلة.

والثانية: استيعاب التطور الحديثومواكبته.

فلذلك تركز اهتمام أصحاب التجديد والإصلاح نحو إظهار القيم الذاتية للإسلام التي تواكب مسيرة التطور الإنساني، ليس من باب الدفاع عن الإسلام، لأن هذا الدفاع قد يشتبك مع حماس العاطفة فيؤثر على القيمة الواقعية للإسلام([329]) لذلك كان لابد للإصلاحيين من الاعتماد على ثوابت فكرية قادرة على استيعاب المتطلبات العصرية ضمن الإطارالإسلامي.

إن من أبرز تلك الثوابت الفكرية التي نادت بها المدرسة الإصلاحية، وقد أصبحت طموح الإنسان المسلم الواعي على مر العصور، مسألة الوحدة الإسلامية بين كافة المسلمين باختلاف طوائفهم ومذاهبهم، عبر إيجاد وعي إسلامي مكّثف لمقاومة التخلف داخل الأمة، والصعود بها إلى مستويات المسؤولية المصيرية، ونبذ الخلافات المذهبية، لكي لا يستطيع الاستعمار من التغلغل والنفوذ داخل الأمة من خلال هذه

[329] البهي، د. محمد: الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي، ط8، (1395هـ، 1975م)، مكتبة وهبة بالقاهرة،ص367.