responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 148

بالإضافة إلى الأهمية الفكرية والسياسية. وبالفعل تحولت إلى مراكز للإشعاع الفكري والأدبي، فتكثفت فيها اللقاءات بين مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية، ومما زاد في كثافة حركتها وجود مواسم الزيارات المخصوصة لها، فتعيش أجواءً خصبةً للتبادل الثقافي والتجاري، كل ذلك يؤدي إلى توطيد العلائق بين مختلف المدن والأرياف والعشائر بل حتى سكان البادية مع تلك المراكز ورموزها الفكرية، والجدير بالذكر أن لوكلاء المراجع في كافة مناطق العراق الدور الواضح في توثيق تلك العلائق. وبالفعل منذ أواخر القرن التاسع عشر شهدنا «..بلوغ النجف ذروة مكانتها مركزاً للعواصف السياسية، وبروز علماء الشيعة أداة حاسمة في النشاط والتحريك السياسييْن..»([201]). ومن هنا نؤكد على أن هذه الحيوية الحركية لدى علماء المسلمين الشيعة هي نتاج تلك الأسس والمرتكزات الفكرية التي يستندون عليها في انطلاقتهم نحو بناء الحياة، بالإضافة إلى الاستقلالية المالية التي يعتمدونها في إدارة شؤونهم الخاصة ونشاطاتهم الدينية بشكل عام، يقول الدكتور النفيسي: «إن العامل الرئيس الذي عمّق شقّة الخلاف بين علماء السُّنة وعلماء الشيعة في العراق، الأمر الذي كان له أثر فعّال في وجهتي النظر السياسية لدى الطرفين هو مصدر الدخل لدى كل طائفةٍ منهما، فإن العالِم الديني السُّني في العراق يعتمد في دخله على ما تقدمه له السلطة العراقية، أي أنه كان يعتبر موظفاً حكومياً يتقاضى مرتّباً، بينما كان العالِم الديني الشيعي.. يرفض كل عونٍ مالي حكومي..»([202]). نعم «ولأن النجف كانت دوماً تؤكد استقلالها الذاتي فإنها أصبحت مع الأيام مركزاً سياسياً مهماً ناشطاً للشيعة في العراق»([203]).


[201] نظمي، وميض: شيعة العراق وقضية القومية العربية: الدور التاريخي قبل الاستقلال، الفصل الرابع من كتاب (دراسات في القومية العربية والوحدة)، إصدار مركز دراسات الوحدة العربية سلسلة كتب المستقبل العربي(5). طبع بيروت ط1، 1984م،ص188.

[202] النفيسي: عبد الله: المرجع السابق،ص70.

[203] المرجع ذاته،ص47.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست