فلا يقال لكلام رجل حكيم بأنه آية من آيات الله عز وجل، وإنما يقال ذلك:
عندما يحصل أمر خارق للعادة ومخالف لقوانين الطبيعة، أو هو مما يعجز عنه البشر،
ففي هذه الأمور وعند حدوثها يقال لها: آية من آيات الله عز وجل، كما هو الحال في
نطق الصبي وهو في المهد.
ومن هنا فإن ما ورد في الحديث من أن: (فاطمة كانت تحدث أمها خديجة وهي في
بطنها فتصبرها وتؤنسها).
هو: آية من آيات الله عز وجل التي يظهرها لأوليائه، ومما لا شك فيه أن أم
المؤمنين خديجة عليها السلام هي من أولياء الله عز وجل، ومما لا شك فيه أن فاطمة
أكرم عند الله من ابن ماشطة بنت فرعون أو الشاهد الذي شهد ليوسف عليه السلام وهو
في المهد، وهي بضعة أشرف خلق الله وسيدة نساء العالمين التي يرضى الله لرضاها
ويغضب لغضبها.
ومن كانت بهذه المنزلة فما أهون على الله تعالى أن ينطقها وهي في بطن
خديجة عليها السلام، أو أن تحدثها الملائكة كما كانت تحدث مريم بنت عمران عليها
السلام، أو أم موسى.