responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 262

وعصارتهم، وعرق كل شيء أصفى منه وكأنه عصارة ذلك الشيء وجوهره)([432]).

وفي الحديث إشارة إلى ان فاطمة عليها السلام خلقت من خلاصة دار الله وعصارة دار الحيوان، حيث أفيضت عليها الحياة الأبدية التي لا ممات فيها ولا فناء، بل هي حياة خالدة سرمدية، وقد ذكرت كتب الأخبار حديث وفاتها حينما ألقى الحسنان عليهما السلام بنفسيهما على بدنها فمدت باعها وأخرجت يداها من الكفن واحتضنتهما.

والخلاصة: أن هذا النحو من التكوين خاص بوجودها المقدس وليس لأحد هذا الشرف منذ أن سكن آدم وحواء في هذه الدار.

وخير لنا أن نبسط البيان فنقول: لم يرَ أحد جبرائيل بالعين الظاهرة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سواه، وإنما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يراه بعينه النبوية لتجانسهما وتناسخهما، وعدم مغايرتهما في صفاء الجسمانية ومقتضى النورانية، ولأنهما من مبدأ واحد ومشتقان من مادة واحدة، ولا خلاف في اتصال نورهما وارتباط وجودهما.

وكذلك كان نور فاطمة الزهراء عليها السلام، الذي تجسد في صورة التفاحة من الجنة متحداً مع الذات النبوية المقدسة، وكان الحامل والمحمول والآكل والمأكول في غاية التلاؤم والتناسب.

وجبرائيل الأمين عليه السلام هو خلاصة سكان الملكوت الأعلى، وجسمه اللطيف غير الأجسام الترابية والظلمانية، وهو رشحة من رشحات الذات المقدسة، غير أنه كان إذا توجه إلى هذا العالم ــ الدنيوي ــ لبس كسوة تناسب هذا العالم، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يراه بهذه الكسوة فإذا أبلغ الوحي ورجع إلى مقره الأصلي


[432] الخصائص الفاطمية للشيخ محمد باقر الكجوري: ج1، ص349.

نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست