responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 20

هما من أمر الله عزّ وجلّ الذي لا يعلمهما إلا الله جلت قدرته. وعندما نأتي إلى القرآن لنستلهم منه بعض الحقائق عن النور نجد أن الله سبحانه وتعالى حينما ضرب للناس مثلاً عن نوره ترى هذا المثل قد احتار فيه العقلاء وتوقف عنده العرفاء، ولم يعلموا منـه غير الذي أبداه لهـم الحبيـب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وعترته عليهم السلام. وأما غير هذا فهو هواء في شبك؛ لأن من ادعى المعرفة بكتاب الله تعالى بغير تنصيب إلهي كان ادعاؤه جهلاً، وقوله زيفاً؛ قال عزّ وجلّ:

(اللَّـهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍۗ يَهْدِي اللَّـهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُۚ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِۗ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ([6]).

ومن هنا: فإن الحديث عن نور فاطمة عليها السلام لا يمكن لنا تبين معانيه، أو الوقوف عند مراسيه لما ذكر سابقاً. لكن هذا لا يمنعنا من ركوب سفينة العترة المحمدية عليهم السلام لنبحر بها إلى ذلك العالم اللامتناهي من المعاني التي يسبح فيها الذهن ويدور في فضائها الفكر، وهو يتنقل بين محطاتها المتعددة، فيقف محتاراً في جمالها، ومتأملاً في إبداعها، ومذهولاً في جلالها.

هكذا كانت رحلة العقل في سفينة العترة النبوية عليهم السلام وهي تتنقل بين محطات عالم نور فاطمة عليها السلام، فبين محطتنا الأولى وهي بدء خلق نورها عليها السلام إلى (ما كان يصنع هذا النور) محطتنا الأخيرة كان سيرنا بعون الله وفضله، مشتملاً على جملة من المباحث والمسائل، وهي كالآتي:


[6] سورة النور، الآية: 35.

نام کتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها نویسنده : الحسني، نبيل    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست