وكان العرض عليهن تخيراً لا إلزاماً، ولو ألزمن لم يمتنعن من حملها، فالسماوات والأرض كلها خاضعة لله عزّ وجلّ مطيعة ساجدة له كما قال تعالى: للسماوات والأرض:
(ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) ([135]).
وقال في الحجارة:
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّـهِ) ([136]).
وقوله عزّ وجلّ:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ) ([137]).
والمراد بالسماوات والأرض هو أهل السماوات والأرض من الملائكة في السماء والجن في الأرض، كقوله تعالى:
(وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا) ([138]).
أي اسأل أهل القرية.
[135] سورة فصلت، آية 11.
[136] سورة البقرة، الآية: 74.
[137] سورة الحج، آية: 18.
[138] سورة يوسف، آية 82.