ولعمري لقد كان الشهيد الكربلائي بصيراً في كتاب الله، متدبّراً في آياته،
عالماً في أحكامه. ومن هنا نراه يستدلّ استدلال العلماء، ويتحدّث تحدّث الحكماء،
وينطق عن يقين بالله تعالى، ولا غرابة في ذلك، فهو الذي نهل من معين الإسلام
الصافي، وأُشرب علوم القرآن ومفاهيمه من مورده النقي فانعكست أقوالهم وأفعالهم*،
على وعي الشهيد نتيجة لهذه المعاشرة لأئمّة أهل البيت* فأدرك أنّ الخزي كلّ الخزي
حينما يتخلّى الإنسان عنهم، وأنّ السعادة كلّ السعادة
[397] تفسير الصافي، تفسير
آية: 41 ـ 42 من سورة القصص.