responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف نویسنده : الصمياني، حيدر    جلد : 1  صفحه : 147

للهجرة أو العاشرة، حيث يقول ابن سعد في الطبقات([285]): «إنّ ستة عشر رجلاً من بني تغلب مسلمين ونصارى، وفدوا إلى رسول الله عليهم صُلب الذهب، فنزلوا دار رملة بنت الحارث، فصالح رسول الله’ النصارى على أن يقرّهم في دينهم على أن لا يصبغوا أولادهم في النصرانية، وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم».

وإنّما اشترط رسول الله’ عليهم ذلك لأنّ النصارى كانوا يغسلون أولادهم في الماء بعد ولادتهم، بل وحتى الحوامل، ويعتقدون بذلك أنّهم سوف يتطهّرون من إثم آدم وبنيه، لأنّ هذا الماء هو الماء الذي ولد فيه عيسى(علیه السلام)، وتسمى هذه العملية عند المسيح بالتعميد.

وهنا يقف القرآن الكريم موقفاً حازماً مبيّناً لهم أنّ هذه العملية لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تعطي الطهارة للإنسان، لأنّ الطهارة أمرٌ معنوي يأتي للإنسان من داخله، من خلال تفاعله مع قيم السماء وأخلاق الرسالة، ولو غمس الإنسان نفسه بالماء الأصفر الذي يعدّوه في حوض ألف مرّة، بل في جميع المياه ولو كانت مياه البحار والمحيطات، فإنّ هذا سوف لا يزيل أيّ شيء من النجاسات الخُلُقيّة عن نفس هذا الإنسان وعقله وقلبه.

ومن ثم فإنّ التطهّر بالطريقة التي يؤمنون بها هو ضرب من الخرافة وسخافة للعقل البشري، وذلك أن التخلّص من كلّ موروثه الذي يحمله خلال دقائق في الماء هو أمر غير عقلائي. يقول القرآن الكريم:

{قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إلى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ


[285] الطبقات: ج1 ص143.

نام کتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف نویسنده : الصمياني، حيدر    جلد : 1  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست