وأمّا على أساس علماء مدرسة أهل البيت فقد أجمعوا على أنّ نسبه هو التغلبي، إلاّ اللهمّ ما ذكره صاحب الهامش على كتاب نقد الرجال، للسيد مصطفى الحسيني بقوله: في نسختي (م) و(ت) الثعلبي([281]). ممّا يقوي في النفس أنّ الثعلبي إنّما هي تصحيف عن التغلبي، وبما أنّ الشهيد قد اتّفق على أنّ اسمه كردوس ونسبهُ التغلبي كما تقدّم، فقد ارتأينا ذكره بـ«الشهيد كردوس التغلبي» فقط.

قبيلة الشهيد

لقد كانت قبيلة بني تغلب منجبة للأبطال والفرسان والشعراء والأدباء، ولقد عرفت بين العرب بأنّها قبيلة عزيزة الجانب، أبيّة عصيّة لا يكبح جماحها إلاّ متسلّط بجبروت، وكانت تحمل في نفس الوقت أنفة وفخراً كبيرين نتيجة لما كانت تملكه من تاريخ عظيم من البطولات والأمجاد ولهذا كلّه كانت اذا ما أرادت أن تنزل في مكان ما، لا تهاب أحداً ولا تخشى من شيء، حيث كانت تنزل حيثما هطل المطر، كلّ ذلك لعزّتها ومنعتها وقوة بأسها.

وقد اشتهر من قبيلة تغلب جماعة منهم كليب الذي كان يحمي مواقع السحاب، وأخوه البطل المهلهل، وكلثوم بن مالك أفرس العرب، والأخطل والقطامي، وكعب وعمير أبناء جعيل والعتابي في الاسلام([282]). فضلاً عن عمرو بن كلثوم قاتل عمرو بن هند، وهو نار على علم، حيث عرفه كلّ صغير وكبير، لشعره

[281] نقد الرجال: ج4 ص4274.

[282] مجلة النبأ (عدد57) شهر صفر 1422هـ أيار 2001م (مقال: من أعلام الشيعة سيف الدولة الحمداني).