وهو شعلة من النار اقتبست من ((نارُ اللّهِ الْمُوقَدَةُ))[255] إلا أنها لا ((تَطَّلِعُ عَلَى
الأَفْئِدَةِ))[256] وإنها لمستكنة في طي[257] الفؤاد استكنان[258] الجمر تحت الرماد،
ويستخرجها الكبر الدفين من قلب ((كُلُّ جَبّارٍ عَنِيدٍ))[259]، كما يستخرج الحجر
النار من الحديد، وتستخرجها حمية الدين من قلوب المؤمنين.
وسببه ثوران
نار الغضب، وهي الحرارة المودعة في الإنسان واشتعالها، فيغلي بها دم القلب وينتشر
في العروق ويرتفع إلى أعالي البدن كما ترتفع النار وكما يرتفع الماء الذي يغلي في
القدر، ولذلك ينصب إلى الوجه فيحمر الوجه والعين والبشرة لصفائها تحكي ما وراءها
من حمرة الدم كما تحكي الزجاجة لون ما فيها.