وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: تفكروا في
آلاء[1559]
الله ولا تفكروا في الله، فإنكم لن تقدروا قدره[1560].
وقال الباقر عليه السلام: إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن
تنظروا إلى عظمته[1561] فانظروا إلى عظم خلقه[1562].
وقال الصادق عليه السلام: من نظر في الله كيف هو هلك[1563].
واعلم أن التفكر الذي أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام أنه يدعو
الى البر والعمل به قد يكون في الحسنات والسيئات بأن يتفكر العبد في حسناته هل هي
تامة أو ناقصة، موافقة للسيئة أو مخالفة لها، خالصة عن الشرك والشك أو مشوبة بهما،
فيدعوه هذا التفكير لا محالة إلى إصلاحها وتدارك ما فيها، وكذا إذا تفكر في سيئاته
وما يترتب عليها من العقوبات والبعد عن الله، فيدعوه ذلك إلى الانتهاء عنها
وتداركها بالتوبة والندم.
وقد يكون بالتفكر في صفات الله وأفعاله، من لطفه بعباده وإحسانه إليهم
بسوابغ[1564] النعماء وبسطة الآلاء،
والتكليف دون الطاقة، والوعد بالثواب الجزيل
[1559] ((آلاء الله)) سورة الأعراف/ 69، أي:نعمه، واحدها
"ألى". وقيل: "الآلاء" هي: النعم الظاهرة. مجمع البحرين، الطريحي:
1/ 97، مادة "ألى".
[1560]
بحار الأنوار، المجلسي: 68/ 322، كتاب الإيمان والكفر، أبواب مكارم الأخلاق، باب80
التفكر والاعتبار والاتعاظ/ ح3. وفيه النص: «تفكروا في آلاء الله فإنكم لن تقدروا
قدره».