اليقين أن
يرى الأشياء كلها بقضها وقضيضها من مسبب الأسباب ومالك الرقاب، ولا يلتفت إلى
الوسائط بل يرى الوسائط كلها مسخرة لأمر الله وحكمه، وإذا علم ذلك وتحقق ما هنالك
حصل له الوثوق بضمان الله للرزق فيقطع طمع قلبه عما في أيدي الناس، ويعلم أن ما
قدر له سيساق إليه ثم أن يغلب على قلبه أن من ((يَعْمَلْ مِثْقالَ
ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقالَ
ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ))[1401]،
ثم المعرفة بأن الله مطلع عليه في كل حال عالم بسرائره وخبير بضمائره، ومشاهد
لهواجس[1402]
ضميره وخفايا خواطره، فيكون متأدباً في جميع أحواله وأعماله مع الله تعالى، ويعبد
الله كأنه يراه ويعلم بأنه يراه[1403]،
وتكون مبالغته في عمارة باطنه وتطهيره وتزيينه لعين الله الكالئة[1404]
اشد من مبالغته في تزيين ظاهره لسائر الناس[1405].